Apr 13

الفتوى في العصر الرقمي: ضوابطها ومخاطرها

مقدمة

في زمن أصبح الوصول إلى المعلومات أسرع من أي وقت مضى، تحوّلت الفتوى من كونها مسألة تُعرض في مجلس علمي أو تُرسل إلى هيئة مختصة، إلى سؤال يُطرح عبر تطبيق أو يُنشر في تعليق على منشور. وهنا يبرز التحدي الكبير: كيف نحافظ على هيبة الفتوى وضوابطها في عصر السرعة والرقمنة؟


في هذه المقالة، نأخذك في جولة علمية وواقعية لفهم فقه الفتوى في العصر الرقمي، نستعرض ضوابطها، مخاطرها، ونقدم حلولاً تضمن سلامة الفتوى وفاعليتها في توجيه المجتمع.

📌 يمكنك تعلّم المزيد من خلال كورسات الشريعة من أكاديمية إبداع.

ما هي الفتوى؟ وما أهميتها في حياة المسلم؟

الفتوى هي: بيان الحكم الشرعي في مسألة واقعية عند طلب المستفتي، بناءً على أدلة الشرع ومقاصده.

وهي من الوظائف العظمى في الإسلام، وقد وصفها الإمام النووي بأنها "من أخطر المناصب في الدين".


أهمية الفتوى:

✔️توجيه الناس في عباداتهم ومعاملاتهم.

✔️بناء وعي شرعي متزن في التعامل مع المستجدات.

✔️ضبط الفهم للنصوص بعيدًا عن الغلو أو التفريط.

كيف تغيرت الفتوى في العصر الرقمي؟

المميزات:

✔️سرعة الوصول للمعلومة.

✔️انتشار واسع للفتوى.

✔️تعدد الوسائط (فيديو، مقالات، بودكاست).


التحديات:

⚠️ غياب الضوابط العلمية.

⚠️ عدم التأكد من مصدر الفتوى.

⚠️ الوقوع في فتاوى شاذة أو موجهة.

ضوابط الفتوى في العصر الرقمي

حتى نحافظ على أصالة الفتوى، لا بد من الالتزام بجملة من الضوابط، منها:


1. التأهل العلمي للمفتي

لا يُفتى إلا من درس أصول الفقه، قواعد الشريعة، وأتقن مصادرها. ولا يُقبل أن يفتي شخص لم يُؤهل علميًا.


2. إدراك الواقع

المفتي الرقمي يجب أن يكون واعيًا بخصوصية الواقع التقني والاجتماعي، ويستخدم لغة يفهمها المتلقي المعاصر.


3. وضوح السؤال والمستفتى

لا يجوز الفتوى في المسائل المجهولة أو غير المفصلة، لأن الفتوى تختلف بحسب حال المستفتي وسياق المسألة.


4. احترام الفروقات بين البلدان والبيئات

الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان، لذا لا يصح تعميمها من بلد إلى آخر دون مراعاة السياقات.

أبرز المخاطر في الفتوى الرقمية

❌ فوضى الإفتاء

كل من امتلك حسابًا على منصة اجتماعية صار يُفتي دون علم أو تحقيق، مما يؤدي لتشويش المفاهيم الشرعية.


❌ استغلال الفتوى لأغراض دعائية أو سياسية

بعض الجهات توظف الفتوى لغايات تتعارض مع مقصد الشريعة في النصح والعدل.


❌ الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الفتوى

رغم التقدم التقني، إلا أن الذكاء الاصطناعي لا يملك وعيًا شرعيًا ولا يُدرك مقاصد الشريعة، فلا يمكن الاعتماد عليه في إصدار الفتاوى.

التوجيهات المقترحة للفتوى الرقمية الرشيدة

 ✔️اللجوء إلى العلماء الثقات.

✔️تأسيس منصات رقمية موثوقة للفتوى.

✔️تدريب الدعاة على مهارات التواصل الرقمي.

✔️تحذير الناس من الفتاوى المنتشرة المجهولة المصدر.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

❓هل يجوز أخذ الفتوى من الإنترنت؟

✅ نعم، بشرط أن تكون صادرة من جهة علمية موثوقة أو عالم مؤهل.


❓هل يمكن للمبتدئ أن يُفتي في الأمور العامة؟

❌ لا. الفتوى مسؤولية عظيمة تحتاج إلى علم وتأهيل شرعي متين.


❓ما الفرق بين الفتوى والحكم الشرعي؟

✅ الفتوى تطبيق للحكم الشرعي في واقع معيّن حسب حال المستفتي، بينما الحكم هو بيان الشريعة المجردة.

الخاتمة

الفتوى في العصر الرقمي أمانة عظيمة، تحتاج إلى علم، ووعي، ومسؤولية. وبين فوضى المحتوى وسرعة النشر، يبقى السؤال الأهم:

هل نُحسن فهم الفتوى قبل أن نُفتي أو نستفتي؟


📌 لمن أراد التوسع، تابع كورسات  أكادمية إبداع. 

تم إنشائها باستخدام